Friday 10 June 2016
June 10, 2016

هل تحتوي الخمائر الفورية على مواد مأخوذة من الخنزير؟


(E491) أو (sorbitane mono stearate) المستخدم في بعض المنتجات الغذائية عبارة عن أحماض دهنية يتم استخلاصها من مصادر مختلفة منها النباتي ومنها الحيواني؛ حيث تُضاف بغرض تثبيت المنتج ودْهْنِه وترطّيبه. وهو ما يعني أنَّها إذا لم تكن من مصدر نباتي فحتمًا ستكون من مصدر حيواني (يُحتمل فيها المصدر الخنزيري أو غير الخنزيري "المُذكَّى أو غير المُذكَّى"). وهذا الكلام في عموم الحديث عن هذه المادة في أي منتج غذائي. فلاحظ (وهو الأمر الأول).

الأمر الأخر هو: كون أنَّ نوعي هذه المادة المأخوذين من كلا هذين المصدرين متشابهين في المواصفات البيوكيميائية، فإنَّ التفريق بينهما أمر صعب في الأغذية التي تحتوي رقم رمز المادة (أي الرمز التصنيعي الغذائي: E491)، إلا أنْ يكون هذا التفريق من خلال المختبرات المركزية المتطورة، أو من خلال الحصول على الإجابة الشافية من جهات تؤكد حقيقة هذه الإضافة؛ وهذا الكلام يُطرح في العموم، فلاحظه أيضًا.

هنا أضيف على ما تقدَّم أنَّه (وكما جرت العادة): فإنَّ المسؤول الأول والأخير عن تطمين المستهلكين حول ما يتم تناقله بين الفنية والأخرى - في هذا الشأن - عن بعض المنتجات الغذائية هي مؤسسات حماية المستهلك في كل بلد تّصْدُر منه أو تُصدَّر إليه منتجات تحتوي هذا الرمز التصنيعي أو ما شابهه من رموز تصنيعية رقمية (لأنَّ موضوع الرموز التصنيعية الرقمية الغذائية لن يتوقف على ما نحن بصدده في هذا التوضيح، فهي عديدة ومصادرها متنوعة)؛ وهذا التطمين هو أحد مهام هذه المؤسسات خصوصًا في الدول التي تتحفظ على مثل هذه الإضافات؛ حيث تستطيع هذه الجهات المؤسساتية - من جانب - التواصل مع المُصَنِّعين للمنتجات الداخل في تركيبتها مادة (E491) أو ما شابهها من مواد الذين بما لا شك فيه يملكون الجواب المباشر عن حقيقة المصدر (هل هو حيواني أو نباتي؟)، وهو حق من حقوق المُستهلك الذي أوكّل متابعتها لمثل هذه المؤسسات؛ ومن جانب آخر، لامتلاك هذه المؤسسات للمختبرات التحليلية المناسبة لهذه الأغراض.

أمَّا بخصوص الخمائر الفورية على وجه الخصوص التي كثُرت حولها - في وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة - التساؤلات المُتَعَلِّقة بما تحتويه من مركبات دُهنِية تشمل المادة (E491)، فكما اتضح لنا بعد التواصل من قبلنا بصورة مباشرة مع الشركة المُصَنِّعَة للخمائر الفورية والتخاطب مع المسؤولين فيها (الصورة المرفقة) وقراءة النشرات الخاصة بها التي طلبناها من قبلهم والتي وصلتنا أيضًا من جهات مُعتمدة مُتَعَدِّدة فإنَّ المحتويات التي بها ليست من الخنزير ومناسبة للمُتحفِّظين على المصادر الحيوانية (والله وأعلم).

ملاحظة: إنَّ الاشتباه في حقيقة مصدر المادة (E491) وغيرها من مواد مُشابهة جعل بعض المسلمين واليهود والهندوس وبقية الديانات والمعتقدات (المُتحفِّظة على أكل اللحوم الحيوانية) من تلقاء أنفسهم ودون الحصول على فتاوى تشخيصية في هذا الشأن أو حتى تأكيد من قبل المؤسسات الرقابية المعنية بحماية المستهلك أو من اشخاص مُتَخصصين في هذا المجال يتجنبون أكل كل المنتجات - وليس فقط الخمائر الفورية - المحتوية عليها (دون الالتفات لحقيقة أنَّ هذه المادة وأخواتها من المواد الدهنية مُتَعَدِّدة المصادر، التي منها - كما لمَّحنا له أعلاه - ما هو نباتي)، وهو ما يستعدي قولنا: أنَّ التحفظ على أكل بعض الأغذية أمر مطلوب (إن كان هناك ما يستدعي التحفُّظ المبدئي) وهو شأن شخصي، ولكن نشر تلك التحفُّظات الشخصية المأخوذة على تلك الأغذية لعامة الناس في شكل جمل "فضفاضة" دون تحقيق مسبق أمر غير محبب ويؤثِّر سلبًا على جوهر القضايا الغذائية ويُفاقم من حالة الفراغ في وجبات من لا يجد لأسرته بديلًا عن تلك الأغذية، خصوصًا حينما يكون هذا التحفظ ناتج من احتمال وجود بعض الشبهات الشرعية أو الصحية وليس من تأكُّد حقيقة وجودها بالاعتماد على حقائق وبراهين علمية ومؤشرات حسِّية.
  • ما ورد في هذا البيان ليس تشريعًا فقهيًا بل توصيفًا علميًا، حيث أنَّ تفصيل الأحكام الشرعية لا بُدَّ وأنْ يأتي في نهاية المطاف من أهل الإختصاص في دور الفتوى وتصدير الأحكام الفقهية.
  • هنا تجدون رد مسؤولي الشركة المُصَنِّعة للخمائر الفورية عند سؤالنا إياهم بصورة مباشرة عن حقيقة المادة (E491) الموجودة في منتجاتهم.

0 comments:

Post a Comment